أرشيف

صحيفة التايمز البريطانية: اليمن يمكن أن تصبح أول بلد في العالم تستنفذ فيه المياه

حذرت صحيفة التايمز البريطانية من أن اليمن ستكون أول بلد في العالم تستنفذ فيه المياه وهو ما سيؤدي إلى صراعات وانتقال واسع للسكان الذين من الممكن أن ينتشروا في العالم إذا ما تجاوز حجم السكان حجم الموارد الطبيعية.

وأوضحت التايمز أن النقص في المياه أصبح يشكل خطرا و يثير الاضطرابات المدنية، وأن المياه المتوفرة في اليمن تصل من 100 إلى 200 متر مكعب للفرد سنويا، وهو أقل بكثير من خط الفقر المائي الدولي الذي يبلغ 1000 متر مكعب.

و أضافت الصحيفة "احتياطات المياه الجوفية تستخدم بشكل أسرع من الحد الذي يمكن تعويضه, وبخاصة في حوض صنعاء حيث كان يتم التوصل إلى المياه في السابق بعد حفر 20 متر، بينما لا يتم الوصول إلى المياه في الوقت الراهن إلا بعد حفر 200 متر، وعلى الرغم من خزانات مياه الأمطار على سطوح معظم المنازل".

وأشار معد التقرير جوديث إيفانس إلى أن الحكومة اليمنية والخبراء يتفقون بأن العاصمة صنعاء يمكن أن تستنفد فيها المياه في غضون 10 أعوام و أن تعداد السكان سيتزايد في المدينة التي تضم 2 مليون نسمة في الوقت الذي يرغم الناس على مغادرة مناطقهم بسبب النقص في المياه.

ونوهت الصحيفة إلى أن تهور بعض المواطنين الذين يحفرون آبارا غير مرخصة فاقم من مشكلة المياه في اليمن، مشيرة إلى أن المياه في تعز لا تتوفر في الصنابير المنزلية إلا يوما في كل 45 يوم، وأن النساء والأطفال يتسلقون في مديرية ملحان قرابة 1500 متر في الجبال للحصول على مياه من أحد الينابيع.

ونقلت الصحيفة عن مدير برنامج حوكمة المياه في الدول العربية التابع لبرنامج التنمية في الأمم المتحدة، حسني الخردجي قوله" إذا لم يتم إيجاد حلولا لذلك، فإننا سنرى الناس يعتدون على المدن الكبيرة، وتًشكل أحياء للفقراء وزيادة في الجريمة والأمراض التناسلية والعنف، إضافة إلى العصبية، كما سيجد المتعصبون أرضية خصبة للتجنيد وتعزيز بنيتهم التحتية".

واستطردت الصحيفة قائلة" عاش المواطنون اليمنيون على موارد مائية شحيحة لآلاف السنين لكن المشكلة تفاقمت بالتوسع في زراعة شجرة القات، والتي تستنزف أكثر من 40 بالمائة من المياه. ما يقارب 70 بالمائة من اليمنيين يتعاطون هذه النبتة يوميا وأشجار القات الكثيفة هي البقع الخضراء الوحيدة في المناظر الطبيعية القاحلة".

واعترف وكيل وزارة التخطيط هشام شرف للصحيفة قائلا " إننا لدينا عجزا في المياه يعكس نفسه في الصراع بين الناس… ولو نستمر في تبديد المياه في زراعة القات، فإن المياه ستستنفد في صنعاء من بين 10 إلى 15 عاما.

واختتمت الصحيفة بالقول"تأخذ الحكومة بعين الاعتبار إنشاء محطة لتحلية المياه، لكن مثل هذا الحل مكلف وربما يأتي متأخرا جدا. الخيار الآخر الوحيد يتمثل في تقليص الصناعة الزراعية واستيراد الغذاء".

زر الذهاب إلى الأعلى